تقارير: حديث عن صفقة تبادل إسرائيلية- إيرانية بشأن الباحثة المختطفة في العراق
تقارير: حديث عن صفقة تبادل إسرائيلية- إيرانية بشأن الباحثة المختطفة في العراق
أفادت تقارير صحفية، اليوم الأحد، بأن الباحثة الإسرائيلية الروسية المختطفة في العراق تم نقلها إلى إيران على الأرجح، وبأن السلطات في تل أبيب وطهران تتفاوض على مبادلتها بسجين إيراني في تل أبيب، وفق موقع إيران إنترناشيونال.
وأورد تقرير لصحيفة الشرق الأوسط أنه على الرغم من إعلان العراق فتح تحقيق بشأن اختطاف الباحثة الإسرائيلية- الروسية، إليزابيث تسوركوف، فإن جداراً سميكاً من الغموض ما زال يحيط بمصيرها، فيما تشير مصادر أمنية إلى ضغوط تُمارس على بعض الفصائل الشيعية المسلحة لمعرفة مصيرها.
وتحدثت مصادر من الحشد الشعبي والأمن الوطني وأعضاء برلمان، عن أن اختطاف تسوركوف في بغداد يهدف إلى الضغط على إسرائيل لإحياء مفاوضات متعثرة لإطلاق محتجز إيراني لدى تل أبيب.. لكن الأقوال تضاربت عن مكان وجودها، إذ قال مصدر مقرب من الفصائل المسلحة، إن تسوركوف موجودة مع كتائب حزب الله في العراق، حيث يتحفظ عليها بطلب من طهران، بينما أكدت مصادر أخرى أنه تم نقلها إلى إيران.
وأشارت المصادر إلى اتصالات بين إيران وإسرائيل عبر طرف إقليمي ليس عربياً، بينما ردد البعض أن المحادثات تتم بتدخل روسي، ربما ينجم عنه إطلاق تسوركوف في الأيام المقبلة، مقابل إطلاق يوسف شهابزي الذي خطفته إسرائيل من داخل إيران في يونيو الماضي بتهمة شن هجمات ضد إسرائيليين في قبرص.
زيارات سابقة للعراق
وزارت تسوركوف العراق أكثر من مرة ولم تتعرض للاختطاف، كما أنها التقت أطرافاً لها أجنحة عسكرية بالنظر لاهتمامها بدراسة الجماعات المسلحة في العراق وسوريا، وقد ظهرت لها صور في مواقع التواصل الاجتماعي وهي تلتقي عناصر من التيار الصدري وتيارات أخرى، وتهتم بزيارة المدن الشيعية.
كما أن لها لقاءات مع بعض العناصر الصدرية، وحضرت إحدى صلوات الجمعة التي يقيمها الصدريون في مدينة الصدر في بغداد، ما أثار بعض الأقاويل من خصوم التيار الصدري حول إمكانية تورطهم في قضية اختطافها.
وقال عضو في التيار الصدري، في تصديه للمنتقدين: إن هؤلاء بارعون في عمليات خلط الأوراق، لكن الجميع في العراق يعلم مَن هم الخبراء في نوع مثل هذا من العمليات.
وأضاف المصدر، الذي فضّل عدم نشر اسمه أن «الباحثة التقت عدداً من الصدريين، ومعروف أنها حضرت صلاة جمعتهم، لكنها التقت أشخاصاً عاديين من التيار وليس قيادات عليا، وهؤلاء الأشخاص يعرفون أنها مجرد باحثة أجنبية روسية تظهر قدراً من التعاطف مع التيار وزعيمه، ثم إنها كانت تدخل العراق بصورة رسمية وعلنية».
وأضاف: التيار الصدري هو مَن أصرّ بقوة على تمرير قانون تجريم التطبيع مع إسرائيل في البرلمان نهاية مايو 2022.. من الواضح أن من قام بفعل الاختطاف، إنما قام بذلك طبقاً لأوامر خارجية.
التحقيقات الرسمية
وكان المتحدث باسم الحكومة، باسم العوادي، قد قال في تصريحات أخيراً: «بما أن هذه القضية على هذا المستوى، ومتداخلة، بالتالي لا يوجد أي تصريح رسمي بهذا الخصوص إلى أن تكمل الحكومة العراقية تحقيقاتها الرسمية وتصل إلى نتائج».
كما نفت مصادر وزارة الداخلية سماحها بدخول شخصية إسرائيلية إلى البلاد، لأن القوانين السائدة تمنع دخول الإسرائيليين، وترجح أنها دخلت بوصفها مواطنة روسية.
وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو اتهم كتائب حزب الله بالوقوف وراء عملية اختطافها في العراق منذ نحو 4 أشهر.
من جانبه، وصف المسؤول في كتائب «حزب الله»، أبو علي العسكري، (الخميس الماضي)، المختطفة بالأسيرة، وقال في تغريدة، إن اعتراف رئيس وزراء الكيان الصهيوني بوجود عنصر أمني إسرائيلي في العراق هو مؤشر خطير للغاية، يجب الوقوف عنده والتعامل معه بدقة وحزم.
وأضاف أن كتائب حزب الله ستبذل جهداً مضاعفاً للوقوف على مصير (الأسير أو الأسرى) الصهاينة في العراق، خدمة للصالح العام، ولمعرفة مزيد عن نوايا تلك العصابة الإجرامية، ومن يقوم بتسهيل تحركاتهم في بلد يحظر ويجرّم التعامل معهم.
يذكر أن تسوركوف كانت في زيارة للعراق لإجراء أبحاث حول الفصائل المدعومة من إيران في البلاد، لا سيما حركة الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، وكانت تسوركوف، بصفتها طالبة دكتوراه في جامعة “برينستون”، قد أجرت سابقا عملا ميدانيا في سوريا والعراق والأردن وتركيا ودول أخرى في المنطقة، وفقا لموقعها الإلكتروني.
وفقا لمصادر استخباراتية عراقية فإن تسوركوف اختُطفت في العاصمة العراقية بغداد “في بداية شهر رمضان” الذي بدأ هذا العام في 23 مارس، بينما كانت تغادر مقهى في حي الكرادة، وذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” أنها كانت “تغادر مقهى رضا علوان”، في منطقة يرتادها الرعايا الغربيون، وهي “مليئة بالمقاهي ومحلات الملابس والأسواق”.